موسوعة الأمراض و علاجها, متجدد بشكل مستمر
--------------------------------------------------------------------------------
تشقق الشفاة
يغطي الشفاه نسيج جلدي في جزئها الخارجي، وبطانة مخاطية في جزئها الداخلي، والمعروف أن الشفاه ترطب عادة من إفرازات الغدد الملحقة بالبطانة المخاطية الداخلية لغشاء الفم التي تفرز اللعاب الذي يساعد على ترطيب الشفاه بصفة دائمة ويمنع حدوث أي نوع من التجفف بها.
وتتكامل البطانة المخاطية -حسب مجلة الصحة والطب، مع الغشاء المخاطي للبطانة الداخلة لغشاء الفم وتتأثر الشفاه بعدة أمراض ومتغيرات فسيولوجية فيحدث التشقق.
والأمراض التي تصيب الشفاه بعضها موضعي يتعلق بالفم والغدد الملحقة به، والبعض الآخر جهازي يتعلق بأمراض باطنية عديدة. ومن الأسباب الموضوعية:
-إن بعض عادات الطعام قد تؤدي إلى تشقق الشفاه مثال ذلك: كثرة تناول الأطعمة المالحة أو الحادقة تؤثر على تماسك جلد الشفاه، وكذلك فإن استعمال الصابون العادي على الشفاه قد يؤدي إلى هذا النوع من التجفف والتشقق.
-التعرض للهواء الجاف بغض النظر عن درجة حرارة الجو فإذا كان الهواء خارج المنزل حارا أو مغبرا فإنه يؤدي إلى الجفاف.
-وتتأثر الشفاه عند نقص عدد من الفيتامينات خاصة تلك المكونة لمجموعة الفيتامين "ب" المركب وفيتامين "د" وفيتامين "ج".
-وللتدخين المفرط دور في إحداث الجفاف.
-واستخدام بعض الأدوية المضادة لمستقبلات الكولين مثل الأتروبين ومشتقاته كالباسكوبان يؤدي إلى التشقق، وكذلك بعض الأمراض التي تصيب الغدد اللعابية وتعيق عملها.
-تتأثر الشفاه بشكل خاص بعدد كبير من الحميات المصاحبة لالتهابات ذات الرئة وبعض الفيروسات التي تصيب الجلد في هذه المنطقة مثل الهربس البسيط كما تتأثر بأمراض جلدية مثل الصدفية.
أما الأمراض الجهازية التي تؤدي إلى التشقق فإنها:
- بعض إصابات الأمعاء خصوصا الالتهابات الطفيلية وحالات ارتجاع الحمض المريئي وكذلك بعض إصابات المعدة ويساعد على حدوث الجفاف في مثل هذه الحالات كثرة عودة الحامض إلى تجويف الفم.
- داء البول السكري غير المسيطر عليه.
- أمراض الهزال والوهن العام مهما كانت أسبابها.
- الفشل الكلوي وفقر الدم المزمنين.
وينصح بمراجعة طبيب الأمراض الباطنية الذي سوف يجري فحصا كاملا يتأكد من عدم وجود أسباب جهازية تؤدي إلى ذلك، وبعدها على المريضة إن تعرض نفسها على طبيب أمراض جلدية للمساهمة في استثناء أو تثبيت احتمالات أمراض جلدية مؤدية إلى هذا الوضع يفضل في مثل هذه الحالة معالجة السبب إن وجد والقضاء عليه إذا أمكن، وإذا لم يكن هناك سبب واضح فإن الأفضل استعمال أي من الكريمات أو الدهانات المرطبة لجلد الشفاه وأفضلها على الإطلاق الكريمات أو الدهانات المائية الأساس حيث يستعمل مساء قبل النوم كذلك يمكن استعمال مرهم الفيزالين، أو زبدة الكاكاو المتواجدة في عدد كبير من الأدوية الموجودة في الصيدليات
يتابع
مشاركة: موسوعة الأمراض و علاجها, متجدد بشكل مستمر
--------------------------------------------------------------------------------
جفاف العين لدى السيدات
جفاف العين أمر شائع بشكل أكبر مما يتوقعه البعض، والمشكلة تصيب النساء من الحوامل ومن انقطعت عنهن الدورة الشهرية نتيجة للعديد من التغيرات الهورمونية المصاحبة، وقد عرضت مجلة المجمع الأميركي لعمليات تعديل النظر والماء الأبيض، تقريراً عن هذه الحالة مؤخراً.
يصعب في كثير الأحيان معرفة السبب في جفاف العين، إذ تتعدد العوامل المساهمة في نشوء هذه المشكلة الصحية، فالبيئة ومشاكل الجفون والأدوية التي يتناولها المرء والسن والعوامل الوراثية والتدخين وتناول الفيتامينات وأمراض المفاصل والعلاج الهورموني كلها أمور تؤثر على نشوء حالات جفاف العين، لكن الأهم من هذا كله هو أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمراحل تفوق ما لدى الرجال.
النساء وجفاف العين* وبعيداً عن قائمة الأسباب الكثيرة لهذه الحالة المرضية التي كثير منها يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، خاصة بسبب الأمراض الروماتزمية، وبالإضافة الى قائمة طويلة من المواد الكيميائية الضارة والمؤثرة مما يُستخدم في مساحيق وبخاخات وأصباغ وأدوات التجميل وأجهزة تجفيف الشعر وغيرها، فإن هناك سببا آخر وهو نقص هورمون الأندروجين. هذا الهورمون موجود في الرجال بكمية أكبر مما هو في النساء، ويسهم بدور فاعل في حماية العينين من خلال تأثيره على كمية وبنية الدمع. والذي يحصل أنه مع تقدم العمر وبدء نقص هذا الهورمون لدى النساء أكثر من الرجال فإن مشاكل جفاف العين تبدو بينهن أكبر وأكثر. وكذلك الحال أثناء الحمل والتغيرات الهورمونية التي منها انخفاض هورمون الأندروجين نسبياً، الأمر الذي يؤدي كذلك الى ظهور مشاكل على أسطح العين ويستمر الأمر أيضاً خلال فترة الرضاعة. إضافة الى هذا فإن الجفاف الذي يحصل لدى الحوامل في الشهور الأولى بسبب تكرار القيء وقلة الشهية للأكل والشرب، مما يقلل من كمية السوائل في الجسم والدمع واحد منها. ليس هذا فحسب، بل أن بعض الأدوية المانعة للقيء والتي ربما تتناولها الحامل قد تؤدي الى نقص إفراز الدمع أيضاً. فهذا الوضع مما يجب أن تتنبه له من تضع عدسات لاصقة أو أجريت لها عملية تصحيح النظر بالطرق الحديثة.
الأعراض
* هناك طيف واسع للأعراض التي قد يبدو بها جفاف العين. فالشعور بحرقة أو حكة أو كأن شيئاً ما في العين هي أوضح الأعراض، لكن مواجهة صعوبات في وضع العدسات اللاصقة أو إجهاد العين السريع أثناء القراءة أو استخدام الكومبيوتر أو التحسس من الدخان أو مواجهة الهواء والرياح أو حتى وجود طبقة من الإفرازات الجافة حول العين فإنها كلها قد تكون أعراضا للجفاف. لكن المهم أن الأمر يصيب كلتا العينين. والإشكال الذي يواجه المصابين أنه كيف يكون لديهم جفاف ودموعهم تسيل على خدهم أحياناً؟
والحقيقة أن إفراز الدمع هو على نوعين، النوع الأول هو الإفراز اللاإرادي طوال الوقت بما لا يلحظه المرء ولا يحصل معه فيض خارج العين، بل تصرفه قنوات خاصة الى الأنف، هذا الإفراز هو الغني بالزيت والبروتينات اللزجة وهو ما يفيد العين وهو الذي يطال إنتاجه الخلل أثناء حالة جفاف العين. أما النوع الثاني فهو يحصل كردة فعل بإفراز كميات فائضة وضعيفة التركيب من الدمع، خاصة قلة إفراز الزيت والبروتين اللزج فيه، وهو ما لا فائدة كبيرة منه للعين بشكل دائم، وهو مما لا يتأثر في المراحل الأولية لجفاف العين و قد لا يتأثر البتة.
العلاج* دقة التشخيص والبدء في العلاج أمر مهم لتخفيف الأعراض ومنع حصول المضاعفات. وهو من الأمراض التي يتشعب ويطول علاجها لأن التسكين المؤقت للأعراض عبر طيف واسع من القطرات التي تملأ الصيدليات لا يحل المشكلة وستظل تراوح مكانها لسنوات.
علاج السبب أياً كان إن أمكن هو الحل. وهناك العديد من الحلول العلاجية المطروحة كطرق المحافظة على كمية الدمع المتوفرة إما بتقليل تسربه الى القنوات التي تخلص العين منه أو باستخدام عدسات لاصقة خاصة تقلل من تبخر الدمع، أو كقطرات مضادة للالتهابات، أو الأدوية التي تزيد من إفراز الدمع، لكنها غير مناسبة أثناء الحمل أو الرضاعة، أو حتى هورمون الأندروجين التي ما زالت تحت التجارب. وهذه أمور يناقشها الطبيب مع المريض.
العناية الشخصية الهدف هو تقليل تبخر الدمع، بتجنب التعرض للرياح أو الجفاف أو الحرارة، فالحرص على عدم توجيه مجفف الشعر الى العين مباشرة، واستخدام النظارات الشمسية، والمحافظة على رطوبة المنزل في المدن الجافة، والحرص على تحريك الجفون أثناء القراءة أو استخدام الكومبيوتر والنظر الى أسفل أثناءهما، كذلك ينبغي تجنب فرك العين دونما ضرورة، والاحتفاظ بقطرات مرطبة للعين حين الشعور بالجفاف، كلها تفيد في تقليل الأعراض.
الدمع حماية وتغذية > الأساس في النظر الى الدمع هو الغاية من وجوده، والغاية تظهر من تركيبه وكيفية إفرازه وطريقة عمله وحاجة العين اليه. الدمع أكثر من أن يكون مجرد ماء، فهو مزيج مركب من طبقات الماء والزيوت الدهنية والبروتينات ذات الخصائص اللزجة إضافة الى الأملاح والشوارد ومواد لديها خصائص تفتك بالبكتيريا والفيروسات ومواد تعمل على تنشيط نمو طبقات الخلايا الخارجية في القرنية والملتحمة (الطبقة التي تغلف الجزء الأبيض من العين).
هذا المزيج إضافة لدوره في تغذية طبقات العين فهو يجعل سطحها الخارجي ناعماً مما يوضح الرؤية ويحمي العين. فحينما يحدث خلل في كمية إنتاجه أو نقص في إنتاج احدى المواد المكونة له فإن كميته أو قوام سائله يختل، وبالتالي يحصل قصور في أدائه للوظائف المناط بها. واستمرار هذا الوضع ينشئ حالة تظهر فيها أعراض جفاف العين، كما تبدأ من ثم مراحل تلف الطبقات الخارجية للقرنية والملتحمة.
القدرة على الإفراز تقل بتقدم العمر بشكل عام لدى الجنسين، ولدى السيدات في مرحلة الحمل أو ما بعد انقطاع الدورة الشهرية. وهناك أمراض كثيرة من جملة آثارها أن تؤدي الى حصول التهابات في الغدد الدمعية مما يحد من قدرات إفرازها، وأهمها الأمراض الروماتزمية واضطرابات المناعة الذاتية كالذئبية الحمراء وغيرها.
الأدوية سبب في نشوء المشكلة، فمدرات البول ومضادات الهيستامين للحساسية والأدوية المضادة للاحتقان كما في أشربة السعال والأدوية المنومة وأدوية الاكتئاب والأدوية المخففة للألم وغيرها كثير، كلها تسهم في تقليل إفراز الدمع وظهور أعراض جفاف العين. إضافة الى أن التغيرات في الهواء والبيئة كالدخان بأنواعه، والرياح وجفاف الهواء وقلة رطوبته والعيش في المناطق المرتفعة ونقصان الضغط الجوي فيها كما في الطائرة أو المدن المرتفعة، وقلة تحريك جفون العين أثناء التركيز في النظر كما في استخدام الكومبيوتر أو قيادة السيارة أو القراءة، والنظر بشكل مستقيم ومباشر مما يرفع الجفن العلوي ويوسع مساحة سطح العين المعرض للهواء، كلها عوامل تزيد من أعراض الجفاف.